معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) في إمبريال كوليدج يساعد الحكومات والمنظمات من خلال وضع استراتيجيات وتقييمات أكثر فعالية لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)

معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) في إمبريال كوليدج يساعد الحكومات والمنظمات من خلال وضع استراتيجيات وتقييمات أكثر فعالية لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)

لندن – المؤشر الاقتصادي

يسعى معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) في إمبريال كوليدج إلى توظيف خبرة الخبراء المختصين في جامعة إمبيريال كوليدج في تحليل البيانات وإعداد النماذج للمساعدة في الوقوف على أسباب انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) والأزمات الصحية المنعكسة على السكان في جميع أنحاء العالم، وتكثيف جهوده للمساعدة في إقتراح حلول وإستراتيجيات لمواجهة هذه الجائحة وإحتواءها لبعض الحكومات والمنظمات التي تواجه هذه الجائحة العالمية.

ويساهم الذكاء الاصطناعي في جمع بيانات حديثة عند تفشي الأمراض المعدية، كما أنه يسمح بالتنبؤ بتأثيرها المحتمل من خلال مقارنة هذه البيانات بالنماذج المتوفرة. ويساعد كل ذلك العلماء وأصحاب القرار على وضع استراتيجيات أكثر فعالية لاحتواء هذا التهديد، بل ومنع انتشار المرض.

وشارك معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) في إمبريال كوليدج مؤخراً بقيادة البروفيسور نيل فيرجسون، مدير معهد عبداللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA)،  في تقديم نتائج النمذجة الوبائية التي استرشد بها صناع السياسات في بعض الدول الكبرى كالمملكة المتحدة وأمريكا وبعض المنظمات الدولية الأخرى مثل منظمة الصحة العالمية وذلك في الأسابيع الأخيرة. وتقدم تلك النماذج الدور المحتمل لعدد من تدابير الصحة العامة، أو ما يسمى بالتدخلات غير الصيدلانية، التي تهدف إلى تقليل معدلات الاتصال بين السكان وبالتالي الحد من انتقال الفيروس وانتشاره.

وقدم المعهد في ذلك التقرير استراتيجيتان أساسيتان وهي استراتيجية التخفيف التي تركز على إبطاء انتشار الوباء ولكن ليس بالضرورة إيقافه، ويشمل ذلك الحد من الطلب على الرعاية الصحية مع حماية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض حادة نتيجة العدوى، واستراتيجية التثبيط، وهي تهدف إلى عكس نمو الوباء، وتقليل أعداد الحالات إلى مستويات منخفضة، والإبقاء على هذا الوضع إلى أجل غير مسمى.

وبيد أن هناك تحديات كبيرة تواجه تطبيق كل استراتيجية منهما، حيث تشير النتائج بأن استراتيجية التخفيف المثلى (الجمع بين العزلة المنزلية للحالات المشتبه فيها والحجر الصحي المنزلي لأولئك الذين يعيشون في نفس المنزل ويشتبه في إصابتهم، وتجنب الاختلاط في حالة المسنين وغيرهم من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة) قد تقلل من الطلب على الرعاية الصحية بنسبة 2 / 3 والوفيات بمقدار النصف. ومع ذلك، قد لا تؤدي تلك التدابير إلى النتائج المرجوة، فقد تشهد مئات الآلاف من الوفيات ويصحبها زيادة في الطلب على أنظمة الرعاية الصحية (وأبرزها وحدات العناية المركزة) عدة مرات، ما يعني أن استراتيجية التثبيط قد تصبح الخيار الأفضل لدى البلدان التي تتوفر لديها الإمكانات اللازمة لتطبيقها. ولكنها تستدعي التدخل المكثف – أو أي تدابير أخرى فعالة في الحد من انتقال العدوى – كما تتطلب الإبقاء عليها إلى أن يصبح اللقاح متاحًا (ربما بعد 18 شهرًا أو أكثر)، وإلا فإننا نتوقع أن ينتقل الفيروس بسرعة حال تم تخفيف حدة تلك التدخلات. كما يبين أن منع الاختلاط بصورة متقطعة قد يفضي إلى تخفيف التدخلات مؤقتًا في فترات زمنية قصيرة نسبيًا، ولكن سيتعين إعادة تفعيل التدابير حال تزايد أعداد الحالات المصابة. ولقد أظهرت استراتيجية التثبيط نجاحًا في الصين وكوريا الجنوبية على المدى القصير، ويبقى أن نرى ما إذا كانت ستكون فعالة على المدى الطويل، وما إذا كان من الممكن تخفيض التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للتدخلات المطبقة حتى الآن.

تأسس معهد عبداللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) في أكتوبر 2019 بالتعاون بين مجتمع جميل وإمبيريال كوليدج بهدف تحسين حياة المجتمعات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض في العالم ، ويعتبرالمعهد الذي يتخذ من الجامعة مقرًا له، الأول من نوعه في العالم من حيث التكنولوجيا والأنظمة المتطورة التي يضمها حيث يعتمد على تقنيات التدخل الحديث لمساعدة المتضررين من الأزمات الصحية الناجمة عن الأوبئة مثل زيكا وإيبولا، والتغييرات المناخية والصراعات. ولا يقتصر عمل المعهد على معالجة الأزمات بسرعة عند حدوثها، ولكن يسعى إلى تحديد أسباب وقوعها وبالتالي إحتمال تنبؤها قبل وقوعها وبذل الجهد للوقاية منها مستقبلاً عبر استخدام تحليلات البيانات والتي تساعد صناع القرار في بناء نظم صحية مرنة في مواجهة الأزمات. ويعتبر البروفيسور نيل فيرجسون عالم مرموق في مجال مكافحة الأوبئة والمعروف بإسهاماته البارزة في وضع النماذج الرياضية  للانتشار الجغرافي لمسببات الأمراض حديثة النشأة والظهور مثل مرض جنون البقر، ومرض الحمى القلاعية، والسارس، وفيروس كورونا، ووباء الإنفلونزا، وفيروسات الإيبولا وزيكا. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *