سَفِلز تبين الضغوط التي تواجه الاستثمارات في قطاع المكاتب عالمياً والركائز القوية لاستقرار معدلات الإيجار في المدن الكبرى

سَفِلز تبين الضغوط التي تواجه الاستثمارات في قطاع المكاتب عالمياً والركائز القوية لاستقرار معدلات الإيجار في المدن الكبرى

متابعة –  محمد الفقي

كشفت سَفِلز في تقريرها ربع السنوي الأول حول أسواق رأس المال عالمياً أن قطاع الاستثمار في المكاتب في جميع أنحاء العالم يواجه ضغوطات ضمن بيئة الاقتصاد الكلي كغيره من القطاعات العقارية، غير أن الركائز المتينة للقطاع تستطيع الحفاظ على استقرار عوائده في العديد من الأسواق الرئيسية، مثل باريس ولندن وسيدني ومومباي ودبي.

وتعليقاً على الموضوع قال إدوارد برايس، المدير المساعد لأسواق رأس المال لدى سَفِلز: “حافظ قطاع تأجير المساحات المكتبية في دبي على أدائه القوي خلال الأشهر الستة الماضية. ومع ارتفاع الطلبات تدريجياً، استفادت دبي من امتلاكها مساحات مكتبية من الفئة الأولى وبأسعار مقبولة قياساً مع المراكز الأخرى لتأجير المساحات المكتبية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وما زال سوق المساحات المكتبية في دبي يوفر مجالاً واسعاً للاستثمار، حيث تُقدّر العوائد على الاستثمارات النقدية بحوالي %8 للمساحات المكتبية الفاخرة، ما يجعل دبي السوق الثاني بعد مومباي والأعلى بين دول أوروبا وآسيا”.

وقيّمت سَفِلز التأثيرات المتداخلة للعوامل التي تؤدي إلى تراجع القيمة (التضخّم وارتفاع أسعار الفائدة والاضطرابات الجيوسياسية) والعوامل المؤدية إلى ارتفاعها (محدودية المخزون والأموال التي تعزز المنافسة بين المستثمرين)، لما تحمله هذه العوامل من أهمية في تحديد أسعار الأصول المكتبية في المدن الكبرى عالمياً خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

ومن المتوقع أن تكون الولايات المتحدة أكثر المعرّضين لعوامل الهبوط الكليّة، حيث تشير التقديرات إلى تضييق كبير في الظروف المالية والحدّ من قدرة أصحاب العقارات على تحديد الأسعار، مما قد يساهم في ارتفاع العوائد في نيويورك ولوس أنجلوس. كما قد يواصل المستثمرون الأوروبيون الاستفادة من ارتفاع الطلب وقلة العرض ضمن فئتي المساحات المكتبية الرئيسية والفاخرة، مما يؤدي إلى الحفاظ على استقرار العوائد.

أما في آسيا، فتسيطر المزايا المحلية للسوق على مشهد المنطقة. فعلى سبيل المثال، تواصل العوائد على النقد في طوكيو استقطاب المستثمرين بالرغم من بعض الضغوطات التي سببت ارتفاعاً بسيطاً في معدلات الفائدة، والذي سيؤدي إلى تراجع العوائد على الإيجار بشكل أكبر. كما تراجعت آفاق سوق شانغهاي بشكل كبير في ظل الصعوبات التي تواجه الاقتصاد الوطني.

أدى ارتفاع الطلب وانخفاض عدد العقارات المكتبية الفاخرة المتوفرة في معظم الأسواق الكبرى إلى ازدياد نشاط المستثمرين بشكل كبير. وسجّل الاستثمار في المساحات المكتبية عالمياً رقماً قياسياً وصل إلى 130 مليار دولار أمريكي في الربع الأخير من 2021، ليكون مؤشراً على زخم كبير في بداية العام الجديد. كما شهدت الصفقات العالمية التي بلغت قيمتها في الربع الأول 82 مليار دولار أمريكي ارتفاعاً بنسبة %25، ما يشكل ارتفاعاً طفيفاً يبلغ %3,5 من متوسط صفقات السنوات الخمس لما قبل الأزمة الصحية.

من المتوقع أن يدفع تزايد حالة انعدام اليقين المستثمرين إلى اللجوء للخيارات الآمنة، مما يسهم عند اقترانه مع التركيز على الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة، إلى زيادة الإقبال على المكاتب من الفئة الأولى في المدن الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *